هل عملية الفتق الإربي للأطفال خطيرة ؟

قد يلاحظ الأهل انتفاخًا متكررًا في منطقة أسفل البطن أو عند العانة أو داخل كيس الصفن عند طفلهم مما يثير لديهم قلقًا بالغًا حول طبيعة هذه المشكلة ومدى تأثيرها على صحة صغيرهم وهنا يطرحون سؤالًا جوهريًا وهو هل عملية الفتق الإربي للأطفال خطيرة ؟. وسيتم في هذا المقال توضيح الإجابة الطبية الدقيقة عن مدى خطورة العملية مع بيان ما تمثله من أمان وفائدة حقيقية للطفل.

ما هو الفتق الإربي عند الأطفال؟

يُعد الفتق الإربي من الحالات الشائعة في مرحلة الطفولة حيث يحدث نتيجة عدم انغلاق القناة الإربية بشكل كامل بعد الولادة مما يسمح بمرور أجزاء من الأحشاء مثل الأمعاء في الذكور أو المبيض في الإناث عبر هذه الفتحة إلى داخل القناة الإربية فينشأ انتفاخ ظاهر في منطقة العانة أو أسفل البطن وقد يمتد أحيانًا إلى كيس الصفن عند الذكور.

ويظهر الفتق في جهة واحدة من الجسم أو في الجهتين معًا كما أن نسبته أعلى بكثير لدى الذكور وذلك لأن نزول الخصية أثناء الحياة الجنينية يترك مدخلًا مفتوحًا قد يبقى غير منغلق بعد الولادة فيسهل مرور الأحشاء من خلاله ويظل هذا الضعف التشريحي قائمًا ما لم يتم علاجه جراحيًا.

هل عملية الفتق الإربي للأطفال خطيرة ؟

للإجابة على سؤال هل عملية الفتق الإربي للأطفال خطيرة ؟ فهو بالطبع لا, فالحقيقة الطبية توضح أن هذه الجراحة تعد من أكثر الإجراءات أمانًا في مجال جراحة الأطفال.

ويرجع ذلك إلى أنها تعتمد على تقنية دقيقة تهدف إلى إزالة الكيس الجنيني غير الطبيعي وربطه بشكل نهائي بما يمنع أي فرصة مستقبلية لانزلاق الأمعاء أو الأعضاء التناسلية داخل القناة الأربية كما أن إجراءها على يد جراح أطفال متخصص يضمن المحافظة الكاملة على الأوعية الدموية والحبل المنوي عند الذكور وكذلك على الأنسجة المحيطة عند الإناث.

من أهم المخاطر هو التأخر في التدخل الجراحي إذ يمكن للفتق أن يدخل في مرحلة اختناق فجائية حيث يحدث ضغط شديد على الأوعية الدموية المغذية للأمعاء أو الخصية أو المبيض وهنا تظهر مجموعة من النتائج الخطيرة مثل:

• توقف وصول الدم إلى العضو المصاب وما يتبعه من موت الأنسجة.

• حدوث انسداد معوي حاد يهدد حياة الطفل خلال فترة قصيرة.

• تأثيرات بعيدة المدى على القدرة الإنجابية إذا أصاب الضرر الخصية أو المبيض.

ما بعد عملية الفتق الإربي عند الأطفال

إن مرحلة ما بعد عملية الفتق الإربي عند الأطفال تتميز بسرعة التعافي حيث يتمكن الرضيع من استعادة نشاطه الطبيعي في اليوم التالي مباشرة بينما يحتاج الأكبر عمرًا إلى يومين أو ثلاثة فقط ليعودوا إلى حركتهم المعتادة كما يستطيع الأطفال في سن الدراسة العودة إلى مدارسهم بعد أسبوع واحد من الراحة وهو ما يعكس بساطة الإجراء الجراحي وسرعة التئام الأنسجة.

قد تلاحظ الأسرة خلال هذه الفترة وجود انتفاخ بسيط في مكان العملية أو في كيس الصفن ويُعد هذا أمرًا طبيعيًا يزول تدريجيًا خلال أسبوع أو أسبوعين أما في حال إصلاح القيلة المائية المصاحبة فقد يستمر التورم فترة أطول تصل إلى شهر لكنه يختفي تمامًا مع مرور الوقت ولا يشير إلى فشل الجراحة أو عودة الفتق.

نصائح بعد عملية الفتق الإربي للأطفال

تُعد نصائح بعد عملية الفتق الإربي للأطفال عاملًا أساسيًا في ضمان تعافي الطفل بشكل آمن وسريع حيث أن العملية بحد ذاتها تمثل علاجًا نهائيًا للمشكلة بينما يعتمد نجاح فترة النقاهة على وعي الأسرة بمتطلبات الرعاية اليومية.

ومن أهم التعليمات التي يوصى بمراعاتها ما يلي:

• مراقبة مكان العملية يوميًا للتأكد من نظافة الجرح وعدم ظهور أي علامات التهاب كاحمرار أو إفرازات.

• الاطمئنان إلى أن الغرز المستخدمة غالبًا تجميلية وقابلة للذوبان فلا تتطلب إزالتها يدويًا.

• تشجيع الطفل على استعادة نشاطه المعتاد بصورة تدريجية مع تجنب المبالغة في منعه من الحركة أو اللعب.

هل يعود الفتق الإربي بعد العملية للأطفال؟

نعم من الممكن أن يعود الفتق الإربي بعد العملية للأطفال ولكن يظل هذا الاحتمال نادرًا جداً إذ لا تتجاوز نسبته نصف في المئة أي أن الغالبية الساحقة من الأطفال يتماثلون للشفاء التام دون أي ارتجاع.

وترتبط حالات الارتجاع غالبًا بعوامل خاصة مثل إجراء العملية على يد غير المتخصص في جراحة الأطفال أو وجود ضعف بنيوي في جدار البطن لم يُعالج أثناء التدخل الأول كما أن بعض الحالات النادرة قد تتأثر بظروف تشريحية أو مرضية إضافية تجعل النسيج أقل قدرة على الالتئام الكامل.

وفي حال حدوث عودة الفتق فإن الأمر ليس مدعاة للذعر حيث يمكن التعامل معه بجراحة ثانية أكثر أمانًا وغالبًا ما يُفضل استخدام المنظار الجراحي لما يوفره من دقة عالية في إصلاح النسيج وتقليل خطر إصابة الأوعية الدموية أو الحبل المنوي عند الذكور إضافةً إلى نتائجه التجميلية المميزة وسرعة تعافي الطفل.

وعليه فإن تكرار الفتق يظل استثناءً نادر الحدوث بينما يبقى الأساس هو الاطمئنان إلى أن العملية في يد الجراح المتخصص تحقق نتائج مضمونة وتوفر للطفل حياة طبيعية وصحية.